[rtl]في اطار مراجعة البرامج و المناهج ,تم تبني المقاربة البيداغوجية الكفائية, و تم اعتماد التربية على القيم كاختيار اساسي. فلمادا تم تبني التربية على القيم؟ و كيف تمت اجراة دلك على مستوى البرامج التربوية ؟
ان الانفجار المعرفي الهائل ,الدي يعرفه عالم العولمة الموحش ,و ما نتج عنه ,من مظاهر التبعية العمياء ,وفق اتجاهين -كما يقال احلاهما مر-1-تفسخ اخلاقي و انحلال و انتشار العنف, و عدم الشعور بالمسؤولية, و ما صاحب دلك من مظاهر الرشوة و غيرها من الامراض الاجتماعية التي تفشت بشكل خطير .2-و اتجاه اخر متطرف و متشدد ,تكفيري ,يؤمن بالعنف و يتبنى طروحات ,تتجاوز حدود الوطن . لهدا اصبحت الضرورة ملحة لان تتحمل المدرسة مسؤولياتها كاملة في نقل القيم الى أجيال المستقبل و تطهيرها من كل الشوائب ,حفاظا على تماسك المجتمع و رقيه و ازدهاره . و هكدا اعتبر الميثاق الوطني للتربية و التكوين ,بأن التربية على القيم ,غاية اساسية لمخرجات التعليم ,التي تتطلع الى انسان مغربي صالح المواطنة ,مؤمن بثوابته الدينية و الوطنية و الثقافية .انسان منفتح ومرن في تعامله بعيدا عن كل تعصب و تزمت .و من هنا جاء التركيز على قيم العقيدة الاسلامية السمحة ,و قيم الهوية الحضارية و مبادئها الثقافية و الاخلاقية و قيم المواطنة و حقوق الانسان و مبادئها الكونية . لان مجتمعنا اصبح في حاجة ماسة الى تنمية الوعي بالواجبات الوطنية والدينية ,و الى تنمية القدرات و المهارات التي تؤهل الافراد للمشاركة الايجابية في الشان المحلي و الوطني ,حتى تتحقق التنمية المستدامة المنشودة . و اضحى الفرد في حاجة ملحة الى ,الثقة بالنفس و ,الاعتداد بتاريخه و ثقافته الغنيتين . والافتخار; بما يزخران به من تنوع و تعدد و ثراء .
و لتحقيق هده المواصفات تم ادراج ما ينمي هده القيم و يدعمها من المراحل الاولى للتعليم .فمثلا ادا ألقينا نظرة خاطفة على محتويات المقررات ,نجد ان بالمستوى الرابع مثلا .
1-خصصت مجموعة من المجالات لهدا الغرض كالمجال الاول -القيم الاسلامية و الوطنية و الانسانية -. و قد ادرجت نصوص قرائية تغدي تلك القيم و تدعمها عند الشخص ,مثل نص ( لنتحد ضد الحاجة )نص اللقاء الخالد و هو قطعة شعر حول استرجاع المغاربة لصحرائهم ).
و هناك مجال اخر و هو مخصص للخدمات الاجتماعية نجد به نص عن مأوي العميان - و نص عن خدمات الهلال الاحمر المغربي ).
2-ادراج مادة التربية على المواطنة بهدا المستوى و التي تضم جملة من الدروس تصب كلها في اتجاه تدعيم القيم مثل (اعي داتي مانسان )(اهمية العمل الجماعي )(اقدر داتي كما انا )(اقدر الاخركما هو ) (كيف اشتغل في مجموعة )
في المستوى الخامس كدلك تم تخصيص مجال للقيم الاسلامية و الوطنية و الانسانية. و نظر استكشافية, تظهر ما نحن بصدد تبيانه, حيث نجد نصوصا مثل (كلنا اخوة )(ولد الهدى)(غريب في وطنه سبتة). و هناك مجال اخر تحت عنوان البيئة و حقوق الانسان به نص قرائي حول الانصاف و المصالحة , ونص شعري حول الديمقراطية اجمل ما جاء فيه --
ليس شعب من الشعوب بعبد////////لا و لا امة ببعض الاماء
لم اجد في الحياة مثل المساواة/////اساسا لكل باني بناء
قل لمن يدعون فضلا على الناس ////أرونا فضل الفضلاء
اما في مادة التربية على المواطنة ,نجد دروسا من قبيل ----ما هو حقي -ما هو الواجب و المسؤولية -العلاقة بين حقي و حق الاخر - الحق في الاختلاف -كيف نمارس مواطنتنا في المدرسة --كيف اخطط و انجز مشروعا لفائدة جماعتي .
في مادة التربية الاسلامية نجد درس التسامح -ادب السلوك -الاتحاد قوة - اجتناب الظلم .
اما بالنسبة للمستوى السادس فهناك ايضا مجال خاص بهده القيم يحوي دروسا في القيم من قبيل -الاخوة في الاسلام -يا بلادي -فوائد التعاون -نص الحرية -يوم عيد وطني نص شعري اخي الانسان اجمل ما جاء فيه .
اخي في العالم الواسع ---في المغرب و المشرق
اخي الابيض و الاسود ---في جوهرك المطلق
امد يدي فصافحها ----تجد قلبي بها يخفق
احبك دونما نظر -----الى لونك او جنسك
و اكره من يبث الحقد---في نفسي و في نفسك
امنا في مادة التربية على المواطنة فهناك دراسة تامة لاتفاقية حقوق الاطفل الدولية ,و تعريف الطفل بكل حقوقه الاساسية -درس -معنى المصلحة الفضلى -معنى عدم التمييز -حقي في المشاركة في اتخاد القرارات التي تهمني -حقي /واجبي في المشاركة في تنمية جماعتي محليا ووطنيا .
و لدلك فالاهم هو ,كيف نمرر هده القيم ؟ ان تدعيمها لن يتم الا باعتماد على بيداغوجية حديثة, تجعل من المتعلم يبني كفاياته بنفسه وفق طرق تنشيط حديثة و فعالة .كدلك يمكن الاستعان بمجموعة من الاساليب المعروفة لدينا , كاسلوب
السوسيو دراما ,اد تتاح للطفل عبر خبرات عديدة, تؤدي الى تعديل سلوكه و تاكيد بعض القيم لديه .مثل الثقة بالنفس و القدرة على المواجهة و القدرة على التصرف باستقلالية تامة, عن طريق الاقناع و التعبير بمختلف اشكاله .و كدلك يمكن اعتماد اسلوب التدعيم بقصص و اشرطة تتضمن قيما مقررة .و كل دلك دون اغفال اسلوب التوجيه و التوضيح و الارشاد . فالقيم ليست معلومات و معارف بل هي سلوكات و تصرفات .و هو ما يحتم علينا نحن المدرسين ان نكون القدوة اولا , و ثانيا التتبع و الملاحظة الدائمتين قضد التعديل و الاصلاح . فسلوك الفرد, سلوك مرن ,قابل التطاوع ان نحن فهمنا المؤثرات التي تحكمه كالرغبات و الميول و بيئة المتعلم و مؤثراتها .و هو ما يتطلب المتابعة الدائمة و الطويلة الامد .
و خلاصة القول فان دور المدرسة في هدا الاتجاه ضروري و اساسي, لما يتوفر اليها من امكانات عدة ,ان كان علىمستوى تعليم المهارات و تنمية الكفايات او على مستوى تدبير العلاقات الصفية و ما يحكمها من روابط ووشائج اجتماعية .ف القسم مجتمع مصغر ,يتأثر و يؤثر في محيطه بشكل أو بآخر ,و المدرسة ايضا باعتبارها مؤسسة اجتماعية تمارس فعل تعديل السلوك و تقويمه . ف التربية ادا لم تهدف الى بناء شخصية متوازنة قادرة عل تمنيع نفسها ضد كل اشكال الاستيلاب و التعصب و التطرف ,فهي لم تقم بوظيفتها على الشكل المطلوب . هدا بالضافة الى تظافر جهود ,كل من الاعلام , و جمعيات المجتمع المدني , و الاسرة كمدرسة أولى ,فمعا من أجل غد أفضل .
[/rtl]